الثورة أفرجت عن الأغانى الممنوعة
قائمة طويلة من الأغانى وضعها اتحاد الإذاعة والتليفزيون ضمن الممنوعات والمحظورات طوال السنوات الماضية. واختلفت أسباب المنع بين انتمائهم لعصر رئيس أسبق مثلما حدث مع أغانى عبدالحليم حافظ التى غناها لمشاريع مهمة افتتحت خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مثل الأغانى التى صورت احتفال المصريين بإنشاء السد العالى. «صورة» و«قلنا هنبنى وادى احنا بنينا السد العالى». أو الأغانى التى تغنت بثورة 1952 يوليو. وهناك أسباب أخرى للمنع منها تناول السلبيات التى مرت بها الحياة السياسية فى مصر أو الوطن العربى. مثل أغنية «هنا القاهرة» لعلى الحجار وألحان عمار الشريعى وكلمات سيد حجاب والتى ظلت قرابة العشرين عاما حبيسة الأدراج. وكذلك ألبوم «لم الشمل» أشعار جمال بخيت. وهناك أغنية «الخواجة بن ماريكا» و«إزاى» لمحمد منير. كل هذه الأعمال وغيرها كان نجوم الغناء يتحايلون على الوضع لكى يقوموا بغنائها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مؤخرا ومع ثورة 25 يناير حصلت هذه الأغانى على إفراج نهائى. وتم تحويلها من خانة المحظورات إلى طريق النور. بدأنا نسمع أغانى لم تكن متاحة مثل «اخى جاوز الظالمون» رغم انها مخصصة لفلسطين وغناها عبدالوهاب لهذا الغرض. لكنها كانت تمثل حرجا للإعلام المصرى أمام العلاقات المصرية الإسرائيلية. و«وقف الخلق» للسيدة أم كلثوم. وأعمال أخرى كثيرة.. فى هذا التحقيق. يطرح نجوم الموسيقى والغناء رؤيتهم لهذه القضية.
الموسيقار الكبير محمد على سليمان: يرى ان قرارات منع الأغانى تنتمى لمدرسة العصر المنتهى وهدفها كان تسفيه المجتمع، وتسطيحه. بحيث يصبح لا قرار، ولا فكر ولا استراتيجية. خلال العهد الإعلامى الذى امتد لـ30 عاما، كان الهدف هو أن يأكل المصرى، وينام فقط. لذلك تم حجب بعض الأغانى الوطنية الحقيقية التى ساهمت فى تشكيل الوجدان المصرى فى فترة من الفترات. لان هذه الأغانى كانت تمثل خطرا على أى حكم غير ديمقراطى. لأنها سلاح فتاك ضدهم، ولم ولن تكون فى صالح مستقبلهم، وبقائهم. لذلك كان البديل هو تقديم الغناء الهابط، والهايف. لأنه بالنسبة لهم أفضل و«أربح».
وأضاف سليمان أنا شخصيا وحشتنى أغانى كثيرة لم أسمعها إلا خلال الشهر الأخير أى بعد ثورة شباب مصر. من هذه الأغانى «يا أغلى اسم فى الوجود» و«فلسطين» لعبدالوهاب، والتى تم حجبها لأن بها مقطع يقول «اخى جاوز الظالمون المدى». هذه الجملة كانت تخيف البعض. وأغنية «صورة» هذا العمل الجميل الذى يحكى عن السد العالى. لماذا يحجب.. وأنا شخصيا لى أعمال كثيرة لم أعد اسمعها مثل «بحب بلدى»، و«أصل النبى عربى» غناء محمود سليمان، و«قصر» غناء أنغام. رغم أن هذه الأعمال تنتمى لعصر مبارك. لكنهم خلال السنوات الأخيرة اكتفوا بالغناء الوطنى الهابط الذى يليق بفكرهم الإعلامى.
الشاعر الغنائى جمال بخيت: أكد فى غياب الحرية والديمقراطية، وأى جهاز إعلامى ضمن نظام شمولى، يعد المنع قاعدة طبيعية. ولا أقصد بالمنع هنا الأغانى فقط. ولكن أعنى منع أى تيار محترم من الغناء أو تضييق الخناق على جيل من المطربين المحترمين مثل على الحجار، ومحمد منير، وإيمان البحر درويش، ومحمد الحلو، ومدحت صالح لانهم أصحاب انجاز الأغنية الراقية. وللأسف تم تهميش هذه الأسماء لصالح الغناء الهابط. لدرجة اننا شاهدنا أصوات التنطيط، والإثارة يشاركون فى حفلات أكتوبر. وهذا يعنى ان النظام الإعلامى كان ينتمى لفكر التسطيح.
وأشار بخيت هناك أعمال أنفق عليها مئات الآلاف من الجنيهات، ولم تر النور إلا مرة واحدة مثل «الليلة المحمدية» التى قمنا بتقديمها لخدمة قضايا الوطن العربى، وتناولنا فيها الهجمات الإرهابية، والإساءة للرسول الكريم فى أوروبا، وكذلك نظرة الغرب لنا كمسلمين. هذه الأعمال تم عرضها ليلة واحدة فقط. لأسباب لا نعلمها. وأضاف ليس الليلة المحمدية فقط: هناك أعمال محترمة قامت الإذاعة بإنتاجها وفازت بجوائز فى المهرجانات العربية، وأبدعها نجوم كبار مثل سيد حجاب وعبدالرحمن الأبنودى، وبهاء الدين محمد، ومجدى النجار، وناصر رشوان من المؤلفين، وعمار الشريعى، وحلمى بكر، وصلاح وفاروق الشرنوبى، وغناء محمد الحلو، وأنغام، وغادة رجب، وريهام عبدالحكيم، وآمال ماهر. ولم تذاع كأنها عار.
وأضاف بخيت منذ ثلاث سنوات قدمت مع أمير عبدالمجيد عملا جيدا اسمه «نور الأحباب» غناء آمال ماهر، وماجد المهندس، وعبدالله الرويشد. وهو أول عمل يجمع مطربا عراقيا، وآخر كويتيا على مسرح واحد. وفوجئنا بعدم عرضها فى الوقت الذى يعرض فيه زبالة الأغانى ليل نهار على الإذاعة، والتليفزيون المصرى. والغريب ان هذه الأعمال هى ملك لهم. والطبيعى، والمنطقى ان يتبنوا هذه الأشياء. وإلا ما الهدف من إنتاجها. كل هذا يؤكد أن الحكاية هى حصار التيار الجاد.
وأضاف بخيت: أين أغانى الثورة وأعمال الشيخ إمام، وأحمد فؤاد نجم. أين ألبوم «لم الشمل» الذى لم يعرض منه سوى «عم بطاطا» لأن الناس كانت تلح على على الحجار لكى يغنيها، وهو فى حفل على الهواء.
وأشار نحن كمؤلفين وملحنين كنا نجد حريتنا فى التعبير من خلال أغانى التترات ونضع كل السلبيات من خلال الخيال الدرامى، وكأن المقصود هو القضية الرامية. ففى مسلسل «السائرون نياما» تحدثنا عما يحدث فى مصر من 30 سنة، وحتى 25 يناير وهو تاريخ الثورة. وقدمنا 45 أغنية لحن حمدى رءوف وغناء على الحجار، وفردوس عبدالحميد تحدثنا عن الفساد، والرشوة كل ما يهم البلد، وكنا نحتمى بالتاريخ، حتى نتواصل مع الناس، ومع همومهم من خلال هذا الإسقاط.
الموسيقار حلمى بكر: قال ان المشكلة اننا قسمنا الغناء إلى قديم، وجديد، وجاء المسئولون عن التليفزيون لكى يقدموا كل ما هو رائج. وبالتالى فهذا الرائج هو غناء اليوم، وبالتالى حدث الانحياز للرخيص. وأصبحت الأغانى القيمة فى الذاكرة نستحضرها عندما نتعرض لمشكلة فى الدولة. وبالتالى عندما جاءت ثورة الشباب استدعينا أعمال الوطن العظيمة.
وأضاف بكر للأسف الشديد فى فترة من الفترات حتى الأغانى ذات القيمة العالية كنا نشوهها لمجرد حذف اسم الزعيم جمال عبدالناصر. ثم وصل الأمر لمنع بعض أغانى على الحجار، ومحمد منير لأن أعمالهما تحمل نقدا لاذعا. وأنا شخصيا عندما كنت عضوا فى لجنة الاستماع كانت هناك تعليمات بمنع أى أغانىتحمل إسقاطا سياسيا واجتماعيا. وهو ما عرقل تيار الغناء الجاد.
وأضاف بكر أن هذا الأمر لم يحدث فقط خلال العصر الماضى. لكن خلال فترة الرئيس جمال عبدالناصر قرر عبدالحليم حافظ عدم الغناء لأفراد. لمجرد تصوره انه شارك فى خداع الجماهير فى مرحلة النكسة. وبالتالى بعد العبور غنى «عاش اللى قال» دون ذكر اسم السادات، وهذا ما جعله يتعرض لبعض المضايقات منها حرمانه من طبيبه الشخصى.
قال على الحجار: تهميش بعض المطربين، وحجب الكثير من أعمالنا كان أمرا مقصودا وأنا شخصيا حضرت واقعة تؤكد هذا. كنت فى فيديو (1) بالدور الثانى بالتليفزيون منذ سنوات. وهذا المكان كان معدا لمونتاج بعض البرامج. وكنت وقتها مع المخرج محمد عبدالنبى. وفى الجانب الآخر كان هناك مخرج كبير يدعى فتحى عبدالستار، كان يقوم بمونتاج أحد البرامج التى تعتمد على ما يطلبه الجماهير من أغانى. وفوجئت بأن هناك أكثر من 13 ضيفا يطلبون أغانى لى. وإذا بعبدالستار يطلب من المونتير «قص» كل من طلبوا أغانى لعلى الحجار. وتمر عرض الحلقة بأغانى لمطربين آخرين. وعصر رئيس تليفزيون أسبق حدث اجتماع لمخرجى البرامج، وتم التنبيه شفهيا بعدم عرض أعمالى دون أن أعلم ما هى الأسباب.
وأضاف الحجار كانت الوسيلة المتاحة لى لكى أقدم فنى للناس هو تترات المسلسلات، وحفلات أضواء المدينة، وهذه الحفلات كانوا يقومون بدور الرقيب فيها. بمعنى انهم يطلبون البرنامج مسبقا، ويحذفون منه أى أغنية يرون فيها خطورة. مثل أغانى ألبوم «لم الشمل». مثل «ماتغربيناش وتقولى قدر». وتعللوا أن هذه الأغنية سوف تغضب منا بعض الدول العربية، لان هناك مقطع يقول «ماتغربيناش فى الأرض البور.. واحنا الزراع، وايدينا سواقى فرح.. بتدور رغم الأوجاع».
وعن أسباب منع أعماله بشكل كبير.. قال: فى البداية كان النظام يعتبرنى يساريا لمجرد أن هناك أصدقاء لى ينتمون لهذا الفكر. إلى جانب أننى غنيت أعمالا كثيرة لصلاح جاهين، والذى كان محسوبا على جمال عبدالناصر. حتى أغنية «ولد وبنت» البسيطة تم منعها لمجرد أنها من كلماته.
للأسف الشديد جيلى كله تعرض للظلم، لكن يبقى صوت محمد الحلو أكثر الذين تضرروا لأنه كان مؤمنا أن الصوت الجيد يجب أن تجرى خلفه الشركات وهو محق فى هذا لكننا كنا فى عصر لا يعترف فقط بجمال الصوت. والدليل أن كل الأصوات الضعيفة التى خرجت من خلال ما قدمه حميد الشاعرى ثم مسمى الشبابية حصلت على دعم كبير، ومساندة إعلامية هائلة، ووجدوا لها منفذا من خلال هذه التسمية.
المصدر الشروق
قائمة طويلة من الأغانى وضعها اتحاد الإذاعة والتليفزيون ضمن الممنوعات والمحظورات طوال السنوات الماضية. واختلفت أسباب المنع بين انتمائهم لعصر رئيس أسبق مثلما حدث مع أغانى عبدالحليم حافظ التى غناها لمشاريع مهمة افتتحت خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مثل الأغانى التى صورت احتفال المصريين بإنشاء السد العالى. «صورة» و«قلنا هنبنى وادى احنا بنينا السد العالى». أو الأغانى التى تغنت بثورة 1952 يوليو. وهناك أسباب أخرى للمنع منها تناول السلبيات التى مرت بها الحياة السياسية فى مصر أو الوطن العربى. مثل أغنية «هنا القاهرة» لعلى الحجار وألحان عمار الشريعى وكلمات سيد حجاب والتى ظلت قرابة العشرين عاما حبيسة الأدراج. وكذلك ألبوم «لم الشمل» أشعار جمال بخيت. وهناك أغنية «الخواجة بن ماريكا» و«إزاى» لمحمد منير. كل هذه الأعمال وغيرها كان نجوم الغناء يتحايلون على الوضع لكى يقوموا بغنائها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مؤخرا ومع ثورة 25 يناير حصلت هذه الأغانى على إفراج نهائى. وتم تحويلها من خانة المحظورات إلى طريق النور. بدأنا نسمع أغانى لم تكن متاحة مثل «اخى جاوز الظالمون» رغم انها مخصصة لفلسطين وغناها عبدالوهاب لهذا الغرض. لكنها كانت تمثل حرجا للإعلام المصرى أمام العلاقات المصرية الإسرائيلية. و«وقف الخلق» للسيدة أم كلثوم. وأعمال أخرى كثيرة.. فى هذا التحقيق. يطرح نجوم الموسيقى والغناء رؤيتهم لهذه القضية.
الموسيقار الكبير محمد على سليمان: يرى ان قرارات منع الأغانى تنتمى لمدرسة العصر المنتهى وهدفها كان تسفيه المجتمع، وتسطيحه. بحيث يصبح لا قرار، ولا فكر ولا استراتيجية. خلال العهد الإعلامى الذى امتد لـ30 عاما، كان الهدف هو أن يأكل المصرى، وينام فقط. لذلك تم حجب بعض الأغانى الوطنية الحقيقية التى ساهمت فى تشكيل الوجدان المصرى فى فترة من الفترات. لان هذه الأغانى كانت تمثل خطرا على أى حكم غير ديمقراطى. لأنها سلاح فتاك ضدهم، ولم ولن تكون فى صالح مستقبلهم، وبقائهم. لذلك كان البديل هو تقديم الغناء الهابط، والهايف. لأنه بالنسبة لهم أفضل و«أربح».
وأضاف سليمان أنا شخصيا وحشتنى أغانى كثيرة لم أسمعها إلا خلال الشهر الأخير أى بعد ثورة شباب مصر. من هذه الأغانى «يا أغلى اسم فى الوجود» و«فلسطين» لعبدالوهاب، والتى تم حجبها لأن بها مقطع يقول «اخى جاوز الظالمون المدى». هذه الجملة كانت تخيف البعض. وأغنية «صورة» هذا العمل الجميل الذى يحكى عن السد العالى. لماذا يحجب.. وأنا شخصيا لى أعمال كثيرة لم أعد اسمعها مثل «بحب بلدى»، و«أصل النبى عربى» غناء محمود سليمان، و«قصر» غناء أنغام. رغم أن هذه الأعمال تنتمى لعصر مبارك. لكنهم خلال السنوات الأخيرة اكتفوا بالغناء الوطنى الهابط الذى يليق بفكرهم الإعلامى.
الشاعر الغنائى جمال بخيت: أكد فى غياب الحرية والديمقراطية، وأى جهاز إعلامى ضمن نظام شمولى، يعد المنع قاعدة طبيعية. ولا أقصد بالمنع هنا الأغانى فقط. ولكن أعنى منع أى تيار محترم من الغناء أو تضييق الخناق على جيل من المطربين المحترمين مثل على الحجار، ومحمد منير، وإيمان البحر درويش، ومحمد الحلو، ومدحت صالح لانهم أصحاب انجاز الأغنية الراقية. وللأسف تم تهميش هذه الأسماء لصالح الغناء الهابط. لدرجة اننا شاهدنا أصوات التنطيط، والإثارة يشاركون فى حفلات أكتوبر. وهذا يعنى ان النظام الإعلامى كان ينتمى لفكر التسطيح.
وأشار بخيت هناك أعمال أنفق عليها مئات الآلاف من الجنيهات، ولم تر النور إلا مرة واحدة مثل «الليلة المحمدية» التى قمنا بتقديمها لخدمة قضايا الوطن العربى، وتناولنا فيها الهجمات الإرهابية، والإساءة للرسول الكريم فى أوروبا، وكذلك نظرة الغرب لنا كمسلمين. هذه الأعمال تم عرضها ليلة واحدة فقط. لأسباب لا نعلمها. وأضاف ليس الليلة المحمدية فقط: هناك أعمال محترمة قامت الإذاعة بإنتاجها وفازت بجوائز فى المهرجانات العربية، وأبدعها نجوم كبار مثل سيد حجاب وعبدالرحمن الأبنودى، وبهاء الدين محمد، ومجدى النجار، وناصر رشوان من المؤلفين، وعمار الشريعى، وحلمى بكر، وصلاح وفاروق الشرنوبى، وغناء محمد الحلو، وأنغام، وغادة رجب، وريهام عبدالحكيم، وآمال ماهر. ولم تذاع كأنها عار.
وأضاف بخيت منذ ثلاث سنوات قدمت مع أمير عبدالمجيد عملا جيدا اسمه «نور الأحباب» غناء آمال ماهر، وماجد المهندس، وعبدالله الرويشد. وهو أول عمل يجمع مطربا عراقيا، وآخر كويتيا على مسرح واحد. وفوجئنا بعدم عرضها فى الوقت الذى يعرض فيه زبالة الأغانى ليل نهار على الإذاعة، والتليفزيون المصرى. والغريب ان هذه الأعمال هى ملك لهم. والطبيعى، والمنطقى ان يتبنوا هذه الأشياء. وإلا ما الهدف من إنتاجها. كل هذا يؤكد أن الحكاية هى حصار التيار الجاد.
وأضاف بخيت: أين أغانى الثورة وأعمال الشيخ إمام، وأحمد فؤاد نجم. أين ألبوم «لم الشمل» الذى لم يعرض منه سوى «عم بطاطا» لأن الناس كانت تلح على على الحجار لكى يغنيها، وهو فى حفل على الهواء.
وأشار نحن كمؤلفين وملحنين كنا نجد حريتنا فى التعبير من خلال أغانى التترات ونضع كل السلبيات من خلال الخيال الدرامى، وكأن المقصود هو القضية الرامية. ففى مسلسل «السائرون نياما» تحدثنا عما يحدث فى مصر من 30 سنة، وحتى 25 يناير وهو تاريخ الثورة. وقدمنا 45 أغنية لحن حمدى رءوف وغناء على الحجار، وفردوس عبدالحميد تحدثنا عن الفساد، والرشوة كل ما يهم البلد، وكنا نحتمى بالتاريخ، حتى نتواصل مع الناس، ومع همومهم من خلال هذا الإسقاط.
الموسيقار حلمى بكر: قال ان المشكلة اننا قسمنا الغناء إلى قديم، وجديد، وجاء المسئولون عن التليفزيون لكى يقدموا كل ما هو رائج. وبالتالى فهذا الرائج هو غناء اليوم، وبالتالى حدث الانحياز للرخيص. وأصبحت الأغانى القيمة فى الذاكرة نستحضرها عندما نتعرض لمشكلة فى الدولة. وبالتالى عندما جاءت ثورة الشباب استدعينا أعمال الوطن العظيمة.
وأضاف بكر للأسف الشديد فى فترة من الفترات حتى الأغانى ذات القيمة العالية كنا نشوهها لمجرد حذف اسم الزعيم جمال عبدالناصر. ثم وصل الأمر لمنع بعض أغانى على الحجار، ومحمد منير لأن أعمالهما تحمل نقدا لاذعا. وأنا شخصيا عندما كنت عضوا فى لجنة الاستماع كانت هناك تعليمات بمنع أى أغانىتحمل إسقاطا سياسيا واجتماعيا. وهو ما عرقل تيار الغناء الجاد.
وأضاف بكر أن هذا الأمر لم يحدث فقط خلال العصر الماضى. لكن خلال فترة الرئيس جمال عبدالناصر قرر عبدالحليم حافظ عدم الغناء لأفراد. لمجرد تصوره انه شارك فى خداع الجماهير فى مرحلة النكسة. وبالتالى بعد العبور غنى «عاش اللى قال» دون ذكر اسم السادات، وهذا ما جعله يتعرض لبعض المضايقات منها حرمانه من طبيبه الشخصى.
قال على الحجار: تهميش بعض المطربين، وحجب الكثير من أعمالنا كان أمرا مقصودا وأنا شخصيا حضرت واقعة تؤكد هذا. كنت فى فيديو (1) بالدور الثانى بالتليفزيون منذ سنوات. وهذا المكان كان معدا لمونتاج بعض البرامج. وكنت وقتها مع المخرج محمد عبدالنبى. وفى الجانب الآخر كان هناك مخرج كبير يدعى فتحى عبدالستار، كان يقوم بمونتاج أحد البرامج التى تعتمد على ما يطلبه الجماهير من أغانى. وفوجئت بأن هناك أكثر من 13 ضيفا يطلبون أغانى لى. وإذا بعبدالستار يطلب من المونتير «قص» كل من طلبوا أغانى لعلى الحجار. وتمر عرض الحلقة بأغانى لمطربين آخرين. وعصر رئيس تليفزيون أسبق حدث اجتماع لمخرجى البرامج، وتم التنبيه شفهيا بعدم عرض أعمالى دون أن أعلم ما هى الأسباب.
وأضاف الحجار كانت الوسيلة المتاحة لى لكى أقدم فنى للناس هو تترات المسلسلات، وحفلات أضواء المدينة، وهذه الحفلات كانوا يقومون بدور الرقيب فيها. بمعنى انهم يطلبون البرنامج مسبقا، ويحذفون منه أى أغنية يرون فيها خطورة. مثل أغانى ألبوم «لم الشمل». مثل «ماتغربيناش وتقولى قدر». وتعللوا أن هذه الأغنية سوف تغضب منا بعض الدول العربية، لان هناك مقطع يقول «ماتغربيناش فى الأرض البور.. واحنا الزراع، وايدينا سواقى فرح.. بتدور رغم الأوجاع».
وعن أسباب منع أعماله بشكل كبير.. قال: فى البداية كان النظام يعتبرنى يساريا لمجرد أن هناك أصدقاء لى ينتمون لهذا الفكر. إلى جانب أننى غنيت أعمالا كثيرة لصلاح جاهين، والذى كان محسوبا على جمال عبدالناصر. حتى أغنية «ولد وبنت» البسيطة تم منعها لمجرد أنها من كلماته.
للأسف الشديد جيلى كله تعرض للظلم، لكن يبقى صوت محمد الحلو أكثر الذين تضرروا لأنه كان مؤمنا أن الصوت الجيد يجب أن تجرى خلفه الشركات وهو محق فى هذا لكننا كنا فى عصر لا يعترف فقط بجمال الصوت. والدليل أن كل الأصوات الضعيفة التى خرجت من خلال ما قدمه حميد الشاعرى ثم مسمى الشبابية حصلت على دعم كبير، ومساندة إعلامية هائلة، ووجدوا لها منفذا من خلال هذه التسمية.
المصدر الشروق
الأحد أكتوبر 26, 2014 9:38 pm من طرف ندى العمر
» قاموس ( انجليزي - انجليزي )
الخميس يونيو 05, 2014 7:37 pm من طرف hoda
» وراء كل عظيم امرأة ,, فهل يعترف بها؟ (بين فولتيير وبيير )
الخميس مايو 22, 2014 1:17 am من طرف مواطن
» يامن بمقلتيك الحياه
الخميس مايو 08, 2014 1:38 am من طرف eyna
» البراونى
الأحد مايو 04, 2014 3:22 pm من طرف eyna
» عجينة القطايف فى البيت
الأحد مايو 04, 2014 3:19 pm من طرف eyna
» الدونتس ..
الأحد مايو 04, 2014 3:18 pm من طرف eyna
» كريمة الزبدة
الأحد مايو 04, 2014 3:15 pm من طرف eyna
» الكيكه الاسفنجية
الأحد مايو 04, 2014 3:12 pm من طرف eyna
» الاكلير
الأحد مايو 04, 2014 3:10 pm من طرف eyna
» بيتزا بالفراخ
الأحد مايو 04, 2014 3:07 pm من طرف eyna
» غريبة وبتىفور وشاتوة وباتون ساليه وكل دة بكيلو دقيق
الأحد مايو 04, 2014 3:03 pm من طرف eyna
» حلآ : ميني كوكانت ,,
الأحد مايو 04, 2014 2:58 pm من طرف eyna
» تشيز كيك بارد
الأحد مايو 04, 2014 2:56 pm من طرف eyna
» براونى بالأيس كريم
السبت أبريل 26, 2014 11:53 pm من طرف eyna
» فطائر محشيه حسب الرغبه
الأحد أبريل 20, 2014 12:52 am من طرف eyna
» من سفرتنا اليكم متجدد ... غداء
السبت أبريل 19, 2014 11:39 pm من طرف eyna
» الكيكة الاسفنجية -----بطريقة مدام آمال جلال
السبت أبريل 19, 2014 11:16 pm من طرف eyna
» بسكوت بطريقه الكوكيز بس اختراع
السبت أبريل 19, 2014 10:56 pm من طرف eyna
» اخسر 5 كيلو من شحوم الكرش في اسبوع
السبت أبريل 19, 2014 10:54 pm من طرف eyna